قالت المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية بثينة شعبان يوم السبت إن "كلمة الرئيس بشار الأسد في افتتاح مؤتمر وزراء خارجية الدول الإسلامية في دمشق، ركزت على نقطتين أساسيتين هي علاقة العالم الإسلامي بالعالم والصراع العربي الإسرائيلي".
وأضافت شعبان في تصريحات صحفية أن "النقطة الأولى هي علاقة العالم الإسلامي بالعالم ككل بما فيه مواجهة الإسلاموفوبيا وما يتعرض له المسلمون، أن الحل يكون من داخل العالم الإسلامي ويجب ألا نشكو مما يقوم به الآخرون بل علينا معالجة قضايانا بأيدينا".
وترتبط الإسلاموفوبيا بتنامي المشاعر السلبية تجاه الإسلام والمسلمين في المجتمعات الغربية وتشكيل هذه المشاعر أسسا لانطلاق سلوكيات غربية "مجحفة" بحقوق الأطراف المسلمة، كما ترتبط على المستوى الفكري بنظرة اختزالية للإسلام كدين وكثقافة في تصور الإسلام كمجموعة محدودة وجامدة من العقائد التي تحض على العنف والرجعية والنظرة السلبية للآخر وترفض العقلانية والمنطق وحقوق الإنسان.
وتابعت شعبان "أما النقطة الثانية فتناولت الصراع العربي الإسرائيلي وما يتعرض له أهلنا في غزة وضرورة رفع الحصار والوقوف ضد تهويد القدس، وأن تتخذ منظمة المؤتمر الإسلامي مواقف جادة ومهمة وآليات عمل فاعلة لمواجهة هذه الأمور على الساحتين الإقليمية والدولية".
وأدى العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة نهاية العام الماضي، استمر 22 يوما، إلى استشهاد 1337 شخصا وجرح أكثر من 5450 آخرين، بالإضافة إلى تدمير معظم البنية التحتية وآلاف المنازل، وذلك مع استمرار الحصار منذ أكثر من عامين.
وقالت شعبان إن "عنوان كلمة الرئيس الأسد هو الاعتماد على الذات وتمكينه بالنسبة للدول العربية والإسلامية والانطلاق منه لكي يكون للعرب والمسلمين كلمة قوية على مستوى العالم، وأنه مهما بلغ حجم التهديدات والمؤامرات التي تأتي من الخارج لا يمكن أن تنال منا إذا كنا محصنين وأقوياء من الداخل".
وكان الأسد قال في كلمته إن ضعفنا أغرى الآخرين باستضعافنا واستغلالنا..وإذا كنا نعامل بازدراء لأننا سلمنا غيرنا قرارنا، مشيرا إلى أن تحميل الآخرين ما وصلنا إليه من انحطاط صحيح في جانب منه، إلا أنه هروب من واقع لا نريد رؤيته..ولذلك علينا الوقوف مع ذواتنا في مراجعة صادقة.. لكي نكتشف مباشرة.. بأننا المسؤولون عما نحن فيه.
وأوضحت شعبان أن "التحصين والتمكين الذاتي يبدأان أولا من تنقية الأجواء ووضع رؤية إستراتيجية، أي أن هذه البلدان جميعها في قارب واحد وأن قوة أي بلد هي قوة للآخر".
ولفتت إلى أن "ما قصده الرئيس الأسد هو أننا بحاجة إلى آليات عمل مختلفة لا أن نجتمع ونتوصل إلى بيان ومن ثم ننتظر الاجتماع القادم من اجل بيان آخر ولكن أن نضع آليات عمل جدية وحقيقية لكي تكون كلمة منظمة المؤتمر الإسلامي مسموعة على المستوى الدولي وهي دعوة لأن نأخذ مكاننا في العالم".
يشار إلى أن الرئيس الأسد ألقى كلمة، في وقت سابق من يوم السبت، خلال جلسة افتتاح مؤتمر وزراء خارجية الدول الإسلامية، المنعقد في دمشق تحت عنوان "نحو تعزيز التضامن الإسلامي" ولمدة ثلاثة أيام تناول خلالها مختلف قضايا العالم الإسلامي.
سيريانيوز